التصوير بالرنين المغناطيسي هو أحد تقنيات التصوير الطبي التي لا تعتمد على الإشعاع المؤين، مما يجعلها أداة آمنة وفعّالة تساعد الأطباء في تشخيص وعلاج الحالات الطبية دون الحاجة إلى تدخل جراحي. يعتمد هذا النوع من التصوير على استخدام مجال مغناطيسي قوي وموجات الراديو، بالإضافة إلى جهاز كمبيوتر متطور، لإنتاج صور مفصلة ودقيقة للهياكل الداخلية للجسم. هذه الصور تكون عادة أكثر وضوحًا وتفصيلًا مقارنة بطرق التصوير الأخرى، مما يزيد من احتمالية التعرف على الأمراض وتشخيصها بدقة.

يُستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي لتقييم مجموعة واسعة من الحالات الطبية، بما في ذلك أورام الكبد وأمراض القلب والأمعاء، كما يمكن استخدامه لمراقبة صحة الجنين أثناء الحمل. من بين الفوائد الرئيسية لهذا الفحص قدرته على مساعدة الأطباء في اكتشاف أمراض القلب ومراقبتها، حيث يمكنه تقييم وظائف القلب وحالة صماماته، بالإضافة إلى قياس حجم وتدفق الدم عبر الأوعية الدموية الرئيسية والأجزاء المحيطة بالقلب مثل التامور (الكيس المحيط بالقلب). كما يساعد في تشخيص العديد من اضطرابات القلب والأوعية الدموية، مثل الأورام والالتهابات، وتقييم آثار أمراض الشريان التاجي مثل نقص تدفق الدم إلى عضلة القلب. بالإضافة إلى ذلك، يُستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي في تخطيط علاجات أمراض القلب، ومراقبة تطور بعض الاضطرابات بمرور الوقت، وتقييم الآثار الجانبية للعمليات الجراحية، خاصة لدى المرضى الذين يعانون من أمراض القلب الخلقية. كما يُعد هذا الفحص مفيدًا في تقييم تشريح القلب والأوعية الدموية لدى الأطفال والبالغين المصابين بأمراض القلب الخلقية (أمراض القلب الموجودة منذ الولادة).

قبل الخضوع لفحص التصوير بالرنين المغناطيسي، هناك بعض التحضيرات التي يجب مراعاتها. قد يُطلب منك ارتداء رداء طبي، أو يُسمح لك بارتداء ملابسك الخاصة إذا كانت فضفاضة وخالية من أي أجزاء معدنية. تختلف الإرشادات المتعلقة بالأكل والشرب قبل الفحص حسب نوع الاختبار، ولكن بشكل عام، يمكنك تناول الطعام والأدوية كالمعتاد ما لم يُخبرك الطبيب بخلاف ذلك. من المهم إبلاغ الطبيب إذا كنت تعاني من أي مشاكل صحية خطيرة أو إذا كنت قد خضعت لعملية جراحية مؤخرًا. إذا كنت تعاني من رهاب الأماكن المغلقة (claustrophobia)، يمكنك استشارة طبيبك للحصول على مهدئ خفيف قبل الفحص. يجب أيضًا تجنب ارتداء أي أجسام معدنية مثل المجوهرات أو النظارات أو أطقم الأسنان أو دبابيس الشعر، كما يُفضل ترك الهواتف المحمولة والساعات الإلكترونية خارج غرفة الفحص.

في معظم الحالات، يُعتبر التصوير بالرنين المغناطيسي آمنًا للمرضى الذين لديهم أجزاء معدنية داخل أجسامهم، إلا أن هناك بعض الاستثناءات التي تتطلب تقييمًا خاصًا قبل الخضوع للفحص. على سبيل المثال، بعض أنواع القوقعة الصناعية (الأذن) أو الأجزاء المعدنية الموضوعة داخل الأوعية الدموية أو أجهزة تنظيم ضربات القلب قد تشكل خطرًا أثناء الفحص. لذلك، من الضروري إبلاغ الفني أو أخصائي الأشعة بأي أجهزة طبية أو إلكترونية موجودة في جسمك، مثل جهاز تنظيم ضربات القلب (Pacemaker)، حيث قد تتداخل هذه الأجهزة مع الفحص أو تشكل خطرًا على سلامتك. كما يجب إخبار الفني بأي شظايا أو أجسام معدنية أخرى قد تكون موجودة في جسمك، خاصة إذا كانت في منطقة العين، حيث يمكن أن تتحرك أو ترتفع درجة حرارتها أثناء الفحص.